لا استطيع التوقف عن النظر للمحرمات

الجمعة، 16 أبريل 2010

السؤال:
لا  أستطيع التوقف عن النظر إلى المحرمات وأول ما ترى عينى فى ا لمرأة مفاتنها . هل هناك  أمل ولا جهنم وبئس المصير .
 


بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل..
أبدأ من حيث انتهيت وأقول لك هناك أمل مادمت متفائلا، و حسن الظن بربك يملأك العزم على إصلاح وتغير نفسك، ويخبو الأمل وينحسر بل يزول تماما إذا ما تملكك اليأس وساء ظنك بخالقك وفترت عزيمتك.
بدايةً  أحمدُ فيك أخي حرصك على مرضاة الله وإحساسك بالخطأ والذنب فهذا مما حُرم منه الكثير من شباب الأمة، فلا تستهن بنفسك ولا تستحقرها وواصل المسير ولا تدع سبيلا ولا طريقا للشيطان إليك وتوكل على الله مع أخذك بالأسباب

أخي الحبيب هناك بعض الأمور المعينة على غض البصر منها:

اعلم أن غض البصر خلق، وأن الأخلاق إما ان تكتسب أو أن تكون فطرية، فمن لم يفطر على غض البصر، فليتخلق به، وليصبر عليه. فيقول عليه الصلاة والسلام: 'إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم'، وكذا الصبر بالتصبر.

اعلم أن البصر نعمة من نعم الله، التي أفاء بها عليك، والنعم زكاتها الشكر، لأن شكرها يحفظها، بل ويزيدها قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}(إبراهيم:7)، وتطبيقا على ذلك فنعمة البصر تستوجب الحفظ وحفظها في غضها أي كسرها ومنعها عن النظر إلى ما حرمه الله.

استعن بالله والجأ إليه، واشك له سبحانه مرضك، وارم بنفسك بين يديه، وابك عنده،  واطلب منه أن يشفيك مما تشكو منه، وأكثر من دعائه والابتهال إليه، قال تعالى :(.. وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ...).

جاهد نفسك، بتعويدها غض البصر، والصبر عن فعل المعصية. قال تعالى:{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}(العنكبوت:69).

تجنب الأماكن التي يكثر فيها التعرض لفتنة النظر إلى النساء، وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجلوس فقال:' إياكم والجلوس في الطرقات، قالوا : مالنا بدٌّ، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، قال: فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقها، قالوا: وما حق الطريق، قال: غض البصر، وكف الأذى … ' رواه البخاري.

استحضر عظمة الله في قلبك، وإطلاع الله عليك، ومراقبته لك، واعلم أنه يراك، بل ويعلم خائنة الأعين، قال تعالى:{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}(غافر:19).

اصحب الأخيار والصالحين، من زملائك وأصدقائك وجيرانك، فإن 'المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل'، والصاحب ساحب.

احرص على أداء الصلاة، على وقتها وأكثر من النوافل، قال تعالى:{ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}(العنكبوت: 45)، وأما النوافل فهي طريق لمحبة الله ومن أحبه الله أعانه على غض بصره، ولم يوقعه فيما يغضبه.

أكثر من صوم النوافل، فإن للصوم مزايا كثيرة في مقدمتها، تربية النفس على التقوى، وقد جعله الرسول صلى الله عله وسلم، حماية ووقاية من الوقوع في الفاحشة، لأنه يساعد على كسر حدة الشهوة، قال صلى الله عليه وسلم:' يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء'.

اعلم أن النظرة بريد الزنا، فإذا أخذك بصرك إلى معصية فاصرف بصرك، فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة، فأمرني فقال: 'اصرف بصرك'.

يقول كذلك الشيخ محمد صالح المنجد الداعية المعروف في رده على سؤال مشابه لسؤالك:
هناك – أخي الفاضل - وسائل معينة على غض البصر، نسأل الله أن يعينك على تحقيقها ومنها :
1 - استحضار اطلاع الله عليك ، ومراقبة الله لك ، فإنه يراك وهو محيط بك ، فقد تكون نظرة خائنةً ، جارك لا يعلمها ؛ لكنَّ الله يعلمها . قال تعالى : { يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور} (غافر/19).
2- الاستعانة بالله والمثول بين يديه ودعائه ، قال تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } (غافر/60) .
3- أن تعلم أن كل نعمة عندك هي من الله تعالى ، وهي تحتاج منك إلى شكر، فنعمة البصر من شكرها حفظها عما حرم الله ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ قال تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله} (النحل/53) .
4- مجاهدة النفس وتعويدها على غض البصر والصبر على ذلك ، والبعد عن اليأس ، قال تعالى : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } العنكبوت / 69 . وقال صلى الله عليه وسلم ' … ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله … ' رواه البخاري ( 1400 ) .
5 – اجتناب الأماكن التي يخشى الإنسان فيها من فتنة النظر إذا كان له عنها مندوحة ، ومن ذلك الذهاب إلى الأسواق والجلوس في الطرقات… قال – صلى الله عليه وسلم – ' إياكم والجلوس في الطرقات ، قالوا : مالنا بدٌّ ، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها ، قال : فإذا أبيتم إلا المجالس ، فأعطوا الطريق حقها ، قالوا : وما حق الطريق ، قال : غض البصر ، وكف الأذى … ' رواه البخاري ( 2333 ) ومسلم ( 2121 ) .
6 – أن تعلم أنه لا خيار لك في هذا الأمر مهما كانت الظروف والأحوال ، ومهما دعاك داعي السوء ، ومهما تحركت في قلبك العواطف والعواصف ، فإن النظر يجب غضه عن الحرام في جميع الأمكنة والأزمنة ، وليس لك أن تحتج مثلاً بفساد الواقع ولا تبرر خطأك بوجود ما يدعو إلى الفتنة ، قال تعالى : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً } (الأحزاب/36) .
7- الإكثار من نوافل العبادات ، فإن الإكثار منها مع المحافظة على القيام بالفرائض ، سببٌ في حفظ جوارح العبد ، قال الله تعالى في الحديث القدسي ' … وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه … ' البخاري ( 6137 ) . وصحبة الأخيار ، فإن الطبع يسرق من خصال المخالطين ، والمرء على دين خليله ، والصاحب ساحب .
8– تذكر شهادة الأرض التي تمارس عليها المعصية ، قال تعالى : { يومئذ تحدث أخبارها } (الزلزلة/4) .
9- تذكر الملائكة الذين يحصون عليك أعمالك ، قال تعالى : { وإن عليكم لحـافظين . كراماً كاتبين . يعلمون ما تفعلون } (الانفطار/ 10 –12) .
10- استحضار بعض النصوص الناهية عن إطلاق البصر ، مثل قوله تعالى: { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} (النور/ 30 ).
11– البعد عن فضول النظر ، فلا تنظر إلا إلى ما تحتاج إليه، ولا تطلق بصرك يميناً وشمالاً ، فتقع فيما لا تستطيع سرعة التخلص منه من تأثير النظر إلى ما فيه فتنة .
12– الزواج ، وهو من أنفع العلاج ، قال – صلى الله عليه وسلم – ' من استطاع الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ' أخرجه البخاري ( 1806 ) ومسلم ( 1400 ) .
13– أداء المأمورات كما أمر الله ، ومنها : الصلاة قال تعالى : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ..} (العنكبوت/45) .
14– تذكر الحور العين ، ليكون حادياً لك على الصبر عن ما حرم الله طلباً لوصال الحور ، قال تعالى : { وكواعب أترابا } (النبأ/33) .
وقال – صلى الله عليه وسلم - ' … ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت على أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً، و لنصيفها على رأسها خيرٌ من الدنيا وما فيها ' رواه البخاري ( 2643 ) .
15– استحضار ما في المنظور إليه من النقص وما يحمله من الأذى والقاذورات في أحشائه …؟!
16– محاسبة النفس بين الحين والآخر ، ومجاهدتها على غض البصر ، واعلم أن لكل جوادٍ كبوة .
17– تذكر الألم والحسرة التي تعقب هذه النظرة ، وتقدمت آثار إطلاق البصر .
18- إصلاح الأقارب ، ونصحهم بعدم لبس ما يثير النظر ويظهر المحاسن مثل : طريقة اللبس و الألوان الزاهية و طريقة المشي والتميع في الكلام ونحوه .
19– دفع الخواطر والوساوس قبل أن تصير عزماً ، ثم تنتقل إلى مرحلة الفعل ، فمن غض بصره عند أول نظرةٍ سَلِمَ من آفات لا تحصى ، فإذا كرر النظر فلا يأمن أن يُزرعَ في قلبه زرعٌ يصعبُ قلعه .
وختاما؛
أسأل الله العظيم أن يعينك على التخلص مما تشكو منه، وأن يؤجرك خيرا على غض بصرك، وأن يحفظك من الوقوع في معصيته، وأن يعافيك من استحقاق عقوبته، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يصرف عنك كيد الشيطان ومكره، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يهديك إلى الخير، إنه سبحانه خير مأمول

حفظنا الله وإياك من الفتن ما ظهر منها وما بطن ...

ساهم في نشر الموضوع..فيد الناس زي ماستفدت!



Digg Technorati del.icio.us Stumbleupon Reddit Facebook Twitter

احصل على هذه الإضافة

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
 
Train © | تعريب وتطوير H-b