عادات الافراح

الجمعة، 9 أبريل 2010

الفرح.. العرس.. ليلة الزفاف.. مفردات يختلف جرسها ومنطوقها ولكنها ذات دلالة اجتماعية واحدة، فهي تعبر عن مناسبة فاصلة.. تفصل بين ما قبلها من سنوات وماضي العزوبية، وبين مابعدها من مستقبل الحياة الزوجية..
هي اعتماد اجتماعي احتفالي لارتباط روحين وبناء وحدة اجتماعية إنسانية تضاف إلى كيان المجتمع..
الفرح.. العرس.. ليلة الزفاف.
وباختلاف المفردات تختلف العادات وهذه الصفحات هي قراءة في عادات الأفراح وعادات الأعراس.. وعادات ليالي الزفاف في بعض البلدان العربية.

في بعض المناطق في مصر:
ليلة الدخلة تبدأ ب "حلة الاتفاق"
وتنتهي ب "الصباحية"
الزهور تحضر الأفراح نيابة عن مرسليها
أفراح الشارع في القاهرة لها طقوس خاصة. والسبب في إقامتها في الشارع ليس لنقص المال ولكن أعداد الحضور كبيرة ولايوجد فندق يسع هذه الأرقام.. فهناك أفراح يكون مدعووها أكثر من ألفي شخص.
الأسر ذات العصبيات والجذور تعشق اقامة الأفراح في الشارع في الهواء الطلق.
ليلة الزفاف التي تقام في الشارع يستعد لها صاحبها قبل موعدها بثلاثة أيام يتفق مع صاحب محل فراشة لإعداد مسرح الفرح ويتم بناء حجرة للعازفين للفرقة الموسيقية التي سوف تحيي الفرح.
الفرقة التي تحيي الفرح عادة من حرافيش الفن ليس لها اسم.

أنوار بدون حساب
الأنوار الكثيرة سمة من سمات أفراح الشارع، يصل العريس بعروسه في الموعد المحدد.. يجلس في المكان المخصص له ويتوافد عليه الأشخاص من أجل تقديم التهاني له.
ويتقدم أكثر المدعوين بلاغة لتقديم الحفل وتبدأ فقرات الحفل بمطرب صوته لايسمعه أحد بسبب ارتفاع أصوات العازفين أكثر من اللازم.
يتوافد الحضور من أجل إلقاء التحية وتقديم نقوط للفرقة ونقوط لوالد العريس أو العروس وأحياناً يجمع صاحب الفرح تكاليف الفرح أو أكثر فهناك أفراح اقيمت في بولاق ابوالعلا وهو (حي شعبي بالقاهرة) أنفق صاحبها مبلغ 10آلاف جنيه وجمع أكثر من 15 ألف جنيه وفي دار السلام انفق صاحب الفرح مبلغ 8 آلاف جنيه وجمع نقوط أكثر من 10 آلاف جنيه، وفي الموسكي والأماكن التجارية تصل تكاليف ليلة الزفاف إلى أكثر من60 ألف جنيه ولكنه يجمع ضعف المبلغ.
وتمتد الأفراح المقامة في الشارع حتى الساعات الأولى من الصباح، فليس هناك ميعاد لنهاية الحفل لان صاحب الفراشة لايتعاقد على ساعات معينة بل هي ليلة كاملة.

ليلة "الحنة"
وتسبق ليله الزفاف ليلة الحنة التي تعد بروفة حقيقية ل ليلة الزفاف ولكن مع عدم وجود العريس.
طقوس ليلة الحنة تبدأ من الصباح الباكر: زحام كبير من أقارب العروس في منزلها. مع بداية الغروب وبداية ليل جديد تبدأ والدة العروس في إعداد إناء كبير توضع به الحناء بينما ينطقون كلمه الحناء (حنة).
فور حلول الظلام تبدأ مراسم ليلة الحنة بتجمع عدد كبير من النساء وصديقات العروس ومطربة الليلة تكون هي أفضل امرأة في القرية تجيد الغناء. وأغاني ليلة الحنة من الفلكور ليس لها مؤلف، بل هي من انتاج الطبيعة.
من الأغاني الفلكلورية التي ترددها النساء في الأفراح:
أهو جالك أهو، ريّح بالك أهو" وهي تحكي عن قدوم العريس لعروسه"وياللي على الترعة حوّد على المالح".
ومن عادات الفتيات ارتداء أفضل الثياب لأن تلك الليلة ممكن أن تكون فرصة لاصطياد عريس للفتاة ويتم خطبتها لأن بعض النسوة يحضرن تلك الليلة من أجل انتقاء عروس لأبنائهن.
ومن طقوس الأفراح أن العروس تجلس مع صديقاتها تسترجع ذكريات الأمس القريب فهي تقضي ليلة وداع للذكريات الجميلة التي قضتها في منزل أسرتها أو مع صديقات الطفولة.
بعض النساء تعتقد أن قرص العروس في ركبتها فأل حسن للبنات اللاتي لم يتزوجن بعد.. وكل بنت لم يتم خطبتها تقوم بقرص العروس في ركبتها عسى أن تلحق بها في نفس الأسبوع تصديقاً لما يَعِدُهن به المثل القائل:"اللي تقرصها في ركبتها تحصلها في جمعتها"
ثم يأتي دور الحنة.. إناء الحناء المزين بالشموع حيث تقوم بحمله سيدة من أقارب العروس تطوف به على كل الحاضرات من أجل وضع الحنة في الكف والقدم. وبعد انتهاء البنات من وضع الحناء في القدم والكف تستمر الأغاني الخاصة بليلة الحنة حتى الساعات الأولى من الصباح. وتختلف ليلة الحنة عند العريس عن العروس، فالعريس يقيم حفلاً سامراً بالمزمار البلدي يرقص الحضور عليه لعبة التحطيب وهي لعبة تمارس في أقصى جنوب مصر يلعبها الرجال الهدف منها اثبات القوة الجسدية.
وفي صعيد مصرتختلف بعض تفاصيل ليله الزفاف حيث يعد العريس صباح ليلة الزفاف وليمة كبيرة لتجهيز العشاء لكل الحضور من المدعوين في أي أرض واسعة يقام عليها الاحتفال، وفي الغالب تكون ليلة قرآن كريم حتى تعم البركة على ليلة الزفاف أو يكون بحضور مطرب شعبي ينشد قصائد في حب الرسول - صلى الله عليه وسلم وهؤلاء المطربون اسمهم "المداحون".
وهناك وليمة أخرى يعدها والد العروس للحضور الذين حضروا لتقديم التهاني. ويستمر إلى أن يحضر العريس لأخذ عروسه إلى بيت الزوجية وفي المساء يتوافد الشباب على منزل العريس بسيارات مؤجرة أو ملاكي من أجل اصطحاب العريس لاحضار عروسه.
أحياناً يكون في موكب العريس أكثر من 100 سيارة تسير في صف واحد وأنوارها توحي للناظر بأن ذلك الموكب هو موكب عروس. يصل العريس إلى منزل العروس ويدخل على المكان الجالسة فيه عروسه ويتقدم نحوها ويمسك يدها وتسير معه إلى السيارة التي تقوم بتوصيلهم إلى منزل الزوجية. وفي الأوساط الأكثر انفتاحاً، وهذا هوالشائع، يقام الفرح في منزل العروس او عند منزلها ويجهز مسرح كبير ويعُد في صدر المسرح، أي مكان لجلوس العروسين معاً ويسمى هذا المكان (الكوشة) ويقضي العروسان ليلتهما مع المعازيم وبرنامج الحفل الذي يحييه فرقة أو بالجهود الفنية الذاتية لأصدقاء العروسين..
وبعد انتهاء الاحتفال ينصرف العروسان إلى منزلهما وتذهب معهما لوداعهما عند باب المنزل مجموعة صغيرة من أهل العروسين، وتُعد أم العروس أو من يقوم مقامها عشاء العروسين وفي الغالب يتضمن العشاء زوجين أو أكثر من الحمام ويسمى عشاء العروسين ليله الزفاف (حلة الاتفاق).
هدايا الأهل تكون في شكل أموال للعروسين من أجل المساعدة، خاصة أن والد العروس يصرف مبالغ طائلة من أجل اتمام زفاف ابنته فهو يقوم بتأثيث منزل الزوجية كاملاً بعد أن يحصل على المهر من العريس ولكن العادات الاجتماعية في الأوساط الشعبية وفي الصعيد والريف ترسيخ قيم التكافل الاجتماعي وتقلل الآثار المادية المترتبة على ارتفاع تكاليف تجهيز العروس وتتمثل هذه العادات فيما يسمى بالنقوط الذي يدفع في الفرح أو يقدم لأهل العروسين أما أصدقاء العروسين فيقدمون هداياهم التي ربما تكون نقدية ( نقوط) إلى العروسين.
وهناك عادة مستهجنة ومستنكرة ما زالت تبع عدد قليل من المناطق الشعبية أو الريفية وهي عندما يدخل العريس وعروسه إلى مخدعهما لاتنتهي ليلة الزفاف ولكن تبقى الاحتفالات في الخارج انتظاراً لفض بكارة العروس حيث يخرج لهم العريس حاملاً المحرمة (قطعة قماش بيضاء) مبللة بدم غشاء البكارة.
وهنا تنطلق الاحتفالات مجدداً ويعبر عنها أهل العروس خصوصاً بإطلاق الاعيرة النارية ابتهاجاً بعفاف ابنتهم وسلامة شرفها الذي ظل محفوظاً ومصاناً وتغني الفتيات أغنيات مخصوصة لهذه الجزئية من ليلة العرس ومن هذه الأغاني:
-يابلحه يامقمعة
شرفتي عمامك الاربعة.
(حتى وإن لم يكن لها أعمام وقد يستبدل بالاعمام الأخوال). ومنها أيضاً:
- قولو لابوها إن كان جعان يتعشى
يركب حصانه وفي البلد يتمشى
ويبقى العريس في الحفل الذي قد يمتد حتى يطلع الفجر.

الصباحية:
بعد انقضاء ليلة الزفاف يذهب الأهل في الصباح للتهنئة وتقديم الهدايا وتقدم ام العروس إفطاراً العروسين.
ورغم أن هذه الزيارة تحمل اسم"الصباحية" إلا أنها أصبحت لاتتم في الصباح كما كان يحدث.. فالأهل والاصدقاء يعرفون أن العروسين يحتاجان إلى مزيد من الراحة بعد إرهاق ليلة الفرح وسهر العروسين في إنجاز أمورهم الخاصة.
لذلك أصبح وقت الزيارة ظهراً وقد يكون في المساء بعد صلاة العشاء.
ومن أهم الاشياء التي تتم في هذه الزيارة في الأوساط الشعبية الاكثر انفتاحاً وتمدنا- أن أم العروس تدخل مع ابنتها إلى غرفة النوم لتطلع على المحرمة التي أشرنا إليها من قبل، وتحمل الام المحرمة وتخرج إلى الأهل لتطلعهم عليها وتنطلق زغاريد النساء.

أفراح السوبر
الأفراح السوبر.. دائماً يختار اصحابها الفنادق المطلة على النيل أو صالات الأندية الكبرى.. طقوس أفراح الكبار صارت معلومة لكل الناس خاصة أن بعض الصحف صارت تخصص مساحات للنشر عن عالم أفراح الكبار الذي يشبه روايات ألف ليلة وليلة.
دائماً تكون دعوة الفرح مكتوباً عليها (ممنوع اصطحاب الأطفال) لأن الحفل يستمر حتى الصباح الباكر..
يتجمع الحضور قبل الحفل بدقائق قليلة عند وصول العروسين معاً وتبدأ الزفة في أعمالها وتسير أمام العروسين حتى وصولهما إلى الكوشة التي تحيط بها أرقى أنواع الزهور مع كتابة الأحرف الأولى من اسماء العروسين واغنيات مختلفة منها مصري ومنها فلكوري ويتبادل افراد فرقة الزفة أداءها امام الضيوف الذين يشاركون احياناً بالغناء مع فرقة الزفة.
فور وصول العروسين إلى الكوشة يسود القاعة شيء من عدم النظام بسبب الإصرار على الجلوس في مكان قريب من المسرح.
المطرب الأقل شهرة هو الذي يبدأ الحفل أغاني الروشنة. وجذب أنظار الحضور هي سمة اغاني ليالي

زفاف الكبار.
دقائق قليلة ويتحول المسرح إلى صالة ديسكو: العديد من الفتيات يشاركن المطرب في الرقص.. تستمر وصلة الطرب.. الراقصة سواء كانت مصرية أو أجنبية تأتي في الدور التالي ترقص على انغام عصرية واحياناً على رنين المزمار البلدي.
فور انتهاء الراقصة من أداء وصلتها يبدأ البوفيه الذي تقدم فيه الاصناف بناء على رغبة صاحب الفرح.
المدة المحددة للبوفيه تكون ساعة أو أكثر حسب طبيعة رقم الحضور من المدعوين..
الوصلة الثالثة تكون للمطرب الأشهر الذي عليه دور كبير في ايقاظ المدعوين من الخمول الذي أصابهم.
الاعتذار
و الشخص الذي يعتذر عن الحضور عادة يرسل باقة ورد مكتوباً عليها (ألف مبروك) وتوقيعه... الهدف من باقة الورد تقديم التهاني والاعتذار عن عدم الحضور.
محلات الزهور عادة تنتشر بالقرب من الفنادق الكبرى ووسط الميادين..
في ليلة زفاف الكبار يوجد أحياناً في بهو الفندق اكثر من 200 باقة ورد قيمة كل منها لاتقل عن100 جنيه.
وأفضل مبيعات الزهور في مصر تكون خلال شهور الصيف حيث تكون حفلات الزفاف كثيره وخاصة شهر يوليو الذي يعد أول شهر بعد الإجازة الدراسية.

أفراح نوبية
وفي أفراح النوبة يصعب على أي فرد أن يحدد الوضع المالي لصاحب الفرح النوبيّ.. لسبب واحد هو أن أفراح النوبة يتساوى فيها الفقير مع الغني لأن العادات الاجتماعية في النوبة تقضي أن يساعد كل أبناء العائلة والد العريس في تكاليف ليلة الزفاف.
أفراح النوبة مستمدة من حضارة النوبة.. كل جزء فيها مأخوذ من تاريخهم. عندما يرغب الشاب في الزواج يرسل والدته أو شقيقته إلى اهالي العروس للاتفاق المبدئي على مبدأ القبول أو يتحدث إلى شيخ القبيلة من أجل خطبة الفتاة التي يريدها. ونظراً لأن النوبيين لايتزوجون إلا من نفس القبيلة فإن شروط الاتفاق ميسرة وبالتالي لن يكون هناك مغالاة في المطالب، ومعروف عند ابناء النوبة ان المهر حسب ظروف العريس وتأثيث المنزل حسب الامكانيات للعروسين. والمؤخر مبلغ رمزي جداً
إذا وافق أهل العروس على العريس المتقدم فإن المنزل في الاسبوع التالي لطلب العريس يكون على أتم الاستعداد لاستقبال العريس وأبناء عمومتهم، ويكون اعداد الطعام والشربات هو أساس عمل نساء المنزل.
عندما يصل العريس ورفقاؤه.. تكون زغاريد النساء في استقباله.
الزغاريد تكون لإعلان الأفراح ووسيلة أخبار وإعلان وبعد الاتفاق على كل تفاصيل الفرح يبدأ الاعداد لليلة الزفاف التي تسبقها ليلة الحنة حيث يقوم اصحاب الفرح بدعوة كل سكان القرية دعوة شخصية.. وتقسم مساكن القرية بين اشقاء العروس الذين يقومون بالاتصال بأهالي القرية ودعوتهم وتستغرق الدعوة لحضور ليلة الحنة عدة أيام.
( الأراجيد) هي سمة ليلة الحنة في أفراح النوبة وهي آلة تشبه الطبلة وتصاحب غناء المطربين والاشخاص الذين يحيون الفرح.. كل موسيقى ليلة الحنة تتم من خلال الضرب باليد على (الأراجيد).. الرقص هو شعار الجميع رجالاً ونساء وأطفالاً، ولايمكن أن يأتي أصحاب الفرح براقصة لأن النوبيين في أفراحهم لايحبون وجود راقصة.
رقص النوبة هو رقص فلكلوري مستمد من حضارة ابناء النوبة ولايمكن لأي شخص آخر أداء رقص نوبي لان اجساد النوبيين تتمايل قبل صدور اللحن.
يحضر العريس وعروسه ليلة الحنة.. يشاركان في الرقص مع الحضور.. يستمر الاحتفال بالليلة إلى ساعات متأخرة من الليل.
عندما ينصرف الحضور فإنهم يستعدون لأداء الواجب في ليلة الزفاف.
زفاف أبناء النوبة يبدأ مبكراً بعد صلاة العشاء، وفي ليلة الزفاف تكون كل الأغاني التي يتم النطق بها نوبية، ومطربو افراح النوبة من النوبة
الزفة يكون لها فرقة نوبية تزف العروسين معاً حتى وصولهما إلى الكوشة التي عادة تكون لوحة زهور وبعض النباتات المعروفة عند أبناء النوبة.
لا مكان لوجود صامت في ليلة الزفاف.. الجميع يشارك في الرقص لان الليلة ليلة فرح وأغاني الزفاف كلها تدعو للحب والحنان والمستقبل السعيد الذي ينتظر العروسين معاً.
العريس في النوبة ممكن أن يحضر هذه الليلة ببدلة أو جلابية بيضاء نوبية الطراز والشكل وطاقية ملونة أو بيضاء.. معظم المعازيم يلبسون ملابس بيضاءلأن المناسبة سعيدة.. واللون الأبيض لون جميل وله دلالات سعيدة. ويستمر الاحتفال بليلة الزفاف ويتوجه العروسان إلى منزل الزوجية وبعد ساعات قليلة يكون نفس الحضور عندهم لتقديم تهاني الزواج وفي الغالب تكون هدايا أبناء النوبة للزوجين هي المال الذي يساعد العروسين في شق حياتهما الجديدة.

في السودان:
=> العروس تجلس على بخور العود 7 أيام
=> العريس يسد المال بعد "فتح الخشم"وقبل "الموافقة"

وفي السودان تبدأ إجراءات الزواج عندما يرغب الشاب في الاقتران بإحدى الفتيات فيطلب من أهله مفاتحة أهلها فيقوم الأعمام ورؤوس العائلة بالذهاب إلى أهل العروس فيما يعرف عند السودانيين بفتح الخشم أو (القولة) محملين بالهدايا والأموال مقدمة إلى أم العروس، وينتظرون الرد خلال شهر فإن تمت الموافقة تبدأ المراسم الأخرى أو الخطوة التالية وتكون قبل اتمام الزواج بشهر رحلة أخرى وهي مايعرف(بسد المال).
وتبدأ إجراءات هذا اليوم باستقبال بيت العريس للعمات والخالات والجيران من السيدات للذهاب بعد العصر وقبيل المغرب حاملين هدايا للعروسة وأهلها عبارة عن ملابس العروس، وأيضاً الملابس الداخلية والذهب حسب مقدرة العريس وأهله محمولة في حقائب كبيرة، وتنتقل السيارات حاملة العمات والخالات والجيران فقط دون اصطحاب الرجال وهن يزغردن طوال الطريق حتى بيت العروسة ويقمن بفتح الحقائب للاطلاع على ما أرسله العريس من هدايا وذهب...
وبعد ذهاب السيدات بحوالي ساعتين يقوم العريس باصطحاب أصدقائه المقربين واخوته خلف السيدات لالقاء التحية والسلام على أهل العروسة الذين يكونون قد احتفلوا بالقادمات من نساء الدار مع تعليق الزينات والأنوار واحضار احدى المغنيات التي تغني أغاني التراث السوداني.
ولاتظهر العروسة بعد هذا اليوم للناس إلا بعد ثلاثين يوماً ولاتحضر مراسم (سد المال) بل تجلس في حجرتها ولاتنزل منها للسلام على أحد ومن يرغب في ذلك عليه أن يستأذن، وتبدأ مراسم اعداد ما يسمى( الخُمرة) وهي تركيبة من العطور المختلفة التي تعرفها السودانيات وتعد هذه التركيبة لمدة طويلة حتى تكتسب لوناً أسود مميزاً ورائحة خاصة بها تساعد على اعطاء رائحة جميلة للغاية للعروسة حتى إن عرقها الذي تفرزه يكون معطراً بهذه الرائحة التي تساعد على القيام بالواجبات الفسيولوجية للعريس تجاه عروسه.
ويستمر الاعداد لمدة ثلاثين يوماً بالتمام والكمال وتقوم الصديقات اللاتي سبق لهن الزواج باعداد حفرة في الارض بها فحم وأخشاب الصندل وغيرها من الاخشاب والبخور المعطرة والعنبر وخلافه وتشعل بالنار حتى تصبح لوناً أحمر وتخرج رائحة زكية وتجلس العروس عليها على كرسي مفتوح من الوسط تجلس عليه عارية كما ولدتها أمها ملفوفة ببطانية صوف لاتخرج أي نوع من الدخان أو الرائحة المنبعثة من البخور وخلافه ليستفيد جسم العروس بالكامل منها وتمتد تلك الفترة لأكثر من 7 أيام، وتعيد العروسة نفس الكرة.. واحدى الفوائد التي تنتج عن ذلك هي نظافة العروسة وهي عادة قديمة توارثتها الأجيال السودانية
وعودة إلى العريس فعندما يصل هو ورفاقه إلى منزل أهل العروسة يقف الجميع تحية له ويقولون له (وهي أيسر)، ويرد عليهم التحية رافعاً يده إلى أعلى قائلاً: أبشر، ثم يسلم على كل الجالسين قائلاً (أبشر أبشر) وهي عبارة تدل عن الفرح. وتقدم المأكولات إلى الضيوف

المهر
والمهر يحدده العريس فقط وأهله دون أي تدخل من أهل العروسة، وعادة يكون مرتفعاً ويزيد عن مليون جنيه سوداني كحد أدنى ويرتفع حسب مقدرة العريس وقد يصل في بعض الأحيان إلى أكثر من عشرة آلاف دولار (حوالي مليوني جنيه سوداني) بخلاف الذهب والهدايا الأخرى التي يرغب العريس في تقديمها تقديراً للعروسة وأهلها فيقدم بعض العرسان هدايا عبارة عن سيارة مرسيدس أو غيرها..
وإذا لم يتم الاتفاق على عقد الزواج يذهب كل ما قدمه العريس في (فتح الخشم) أو (سد المال) عليه ويصبح حلالاً للعروسة.
أما عن ليلة العرس التي يقوم فيها العريس بذبح الذبائح ودعوة الأهل والأصدقاء والمحيطين بهم لتناول الطعام فيختلف الأمر عند كل عريس، حيث يتم تقديم الطعام كوجبة غذاء أو وجبة عشاء، وتقام ليلة الحنة للعريس قبل الزفاف بيوم فيتم وضع الحناء في يده اليسرى فقط تمييزاِ له وأيضاً للسلام على المدعوين ويتم رسم أشكال على يده، في حين أن الأصدقاء يقومون بوضع الحناء في كلتا اليدين.
أماالعروسة فيتم تحنيتها في كل جسدها ورسم الوشم بالحناء على يديها ورجليها.
ويقوم الأهل والأصدقاء والمدعوين بتقديم النقوط للعريس أو والده ويستخدم العريس هذا النقوط في الحجز بأحد الفنادق الفاخرة لتقضية شهر العسل بعيداً عن الضجيج ومزاحمة الأهل والأصدقاء.. والاثرياء منهم يقضون شهر العسل خارج السودان.
وبعد دخول التقاليد الحديثة يرغب بعض العرسان في اقامة حفل العرس بأحد الكازينوهات أو النوادي ويتم فيه دعوة المطربين ويحدث نوع من الاختلاط المحسوب، كما دخلت ايضاً بعض التقاليد الغربية على المجتمع السوداني وهي أن يلتقي الشاب مع احدى الفتيات وتنشأ بينهما علاقه حب إلى أن يتقدم لخطبتها وفي هذه الحالة اذا علم والد الفتاة بوجود علاقة سابقة لايتم الزواج أصلاً.
أما إذا لم يعلم فإنه يطلب ممن تقدموا لطلب يد ابنته فترة لعرض الأمر على أبناء عمومة العروس وأخوالها للتعرف على رغبة أحد أبناء العمومة في الفتاة، فإذا كانت هناك نية من أحد أبناء العم في الفتاة قضي الأمر وتزوجت من ابن عمها، أو تتم الموافقة على العريس بعد السؤال عنه.

في شمال السعودية:
=> الأعراس تبدأ ب "العنيّة"وتنتهي ب "الجمرية"
=> كثرة النياق المقدمة كمهر تدل على طمع والد العروس

وفي شمال المملكة العربية السعودية في منطقة رفحاء نجد التمسك بالعادات القديمة للاعراس رغم أن قصور الأفراح غيرت بعض التفاصيل إلا أن جوهر العادات بقى كما هو.. التطور الاقتصادي غير كثيراً في النواحي الاقتصادية فرفع التكاليف وزاد من الاعباء ففي الماضي كان المهر لايتجاوز عدداً من المواشي أو مبلغاً قليلاً من المال وكانت العروس تزف إلى بيت زوجها مشياً على الأقدام أو الإبل مع جماعة من النساء وغالباً مايكن من قريباتها ويكون ذلك بعد صلاة المغرب،وإذا وصلت الزوجة إلى بيت زوجها يحتفل الحاضرون بإطلاق أعيرة نارية تدل على وصولها مفاخرين بذلك، وغالباً ينصرف الحاضرون من كبار السن بعد صلاة العشاء مباشرة ولايسهرون كثيراً مثل الآن والضيوف ينامون في بيت الشعر المعد للاحتفال ويكون غداؤهم في اليوم الثاني للزواج وربما استمر الاحتفال ثلاثة أيام يتخللها غداء وعشاء وكان الاحتفال ليلة العرس يتخلله رقصات مثل العرضة والسامري أو الدحة عند بادية الشمال بالإضافة لألعاب أخرى..
وكان تجهيز العروسة بالملابس وأشهرها المرودن، والكرتة.. أو بفرش المنزل الفاخرة مثل القطائف والمضايف وبالبخور والعطورات ومن أشهرها الرشوش وهو عبارة عن خلطات عطرية ذات رائحة فواحة يفضلها العريس ولاتتوفر للفتاة إلا ليلة عرسها، أما المهر فالغالب فيه أن يسوق العريس مجموعة من النياق الطيبة التي تعادل الواحدة منها السيارات الفارهة الآن في قيمتها، ويعطي والد العروسة ووالدتها منها، وغالباً لايطلب والد العروسة مهراً محدداً ويترك ذلك لكرم العريس.
ويقاس أيضاً كرم والد العروسة وشيمته على ما يأخذ ويقبله من العطاء، وإذا رأى أفراد القبيلة نياقاً كثيرة دل ذلك على جشعه وطمعه.
وكانت العروسة قبل زفافها بأيام تغلق على نفسها من فرط الحياء ولايراها إلا شقيقاتها ووالدتها، وغالباً ما تقوم بتزيينها قريباتها الخاصات جداً، وتوضع الحناء على رأس العروسة لمدة أسبوع حتى تعطي رائحة زكية لشعرها، وكذلك تنقش اليدين والأرجل بالحناء وبصبغة قوية تسمى (الدايج) ثم ترتدي الزوجة أجمل ما عندها من ألبسة ومجوهرات وتتعطر ثم تضع الشيلة غطاء الرأس وترتدي العباءة وتزف مع والدتها وقريباتها وبعض أخواتها إلى بيت الزوجية.
ورغم أن العادات واحدة إلا أنها تختلف في بعض تفاصيلها من مدينة ومنطقة لأخرى وكذلك من قبيلة لأخرى فمثلاً عند بعض المناطق والقبائل وهو الشائع أن الزوج يزف إلى بيت الزوجة ويأخذها إلى منزله أو إلى الفندق أو الشقة المجهزة للزواج إذا كان من خارج المدينة ويكون العريس قد دفع مبلغاً من المال يتم الاتفاق عليه ويقوم أهل العروسة بتجهيزها وتجهيز منزلها بمايلزم من أثاث وغيره، أما عند بعض القبائل فالعكس هو الحادث، فمثلاً بعض قبائل الشمال يطلب أهل الزوجة عدداً من القطع الذهبية وتسمى (الشرايا) ويتكفل العريس بالحفلة ومستلزماتها من غداء وعشاء ويستأجر قصراً للأفراح أو يقوم ببناء بيت من الشعر في أقرب ساحة لبيته وتعلق عليها عقود الإضاءة كما تعلق في بيته وتفرش ساحة العرس وتقام الولائم ليلة الزفاف وذلك بذبح الجمال والأغنام ويتم دعوة الناس عبر بطاقات الزواج التي يفاخر الناس فيها حالياً حتى أصبحت تشكل ثمناً باهظاً يضيف عبئاً آخر على العريس...!

ومن العادات الاجتماعية التي تعبر عن روح التكافل:
العنيّة: وهي عادة اجتماعية، واصل الكلمة من أعان إعانة والبعض يسميها عانية وهي منتشرة في مناطق شمال المملكة وبعض مناطق نجد، ولعل الأصل فيها مساعدة العريس على الزواج بتقديم مبلغ أو هدية عينية مثل الخروف أو الجمل أو البخور وقد تكون نقدية وتقدم كما هو متعارف للعريس ليلة الحفلة بعد السلام عليه.
أما الألعاب الشعبية والأهازيج المنتشرة في الأفراح والزواجات فإن أبرزها وأشهرها على الإطلاق العرضة والسامري.
والعرضة تكون في ساحة كبيرة حيث يصطف المشاركون جنباً إلى جنب وقوفاً منقسمين إلى مجموعتين متقابلتين ويرددون الأهازيج والأشعار وتكون المسافة بين المجموعتين كبيرة تسمح لبعض المشاركين باللعب بالطبول والطيران والسيوف وسطها، والعرضة مادة أساسية لأي حفلة عرس أو فرح أو في الأعياد

أما السامري فهو من الفنون المحببة في المنطقة وهو يكثر بين الشباب لسهولته وجمال إيقاعه وبعض الشباب يتفنن في تقديمه وبعضهم يدخلون الأشعار المغناة فيه ومن أشهر أهازيجهم:
نطيت أنا المستزلي
من نايفات العدامه
يانجمة الصبح ياللي
سروا عليك النشاما
رصاصهم مستقلي
يسكر شديد العظاما
وأيضاً هناك لعبة الدحة وهي منتشرة أكثر باتجاه بادية الشام في مناطق المملكة الشمالية وتشتهر بها قبائل معينة ويصطف فيها المشاركون في صف واحد ويصفقون بأيديهم ثم يخطون كالجمال قائلين بصوت غليظ (الدحيّا الدحيا أوه أوه) متلفتين ذات اليمين وذات الشمال في رقصة موحدة، وهناك الربابة وكانت تعزف سابقاً في الزواجات وهي عبارة عن قطعة خشبية مجوفة مغطاة بغطاء جلدي مشدود بقوة يبرز أصواتها بوضوح معلق فيه وتر من ذيل الحصان ويعزف عليه بواسطة قوس مربوط به وتر آخر.
والحاصل الآن دخول بعض الألوان والأهازيج المستحدثة على المنطقة مثل السامري الدوسري والدبكة العراقية والسورية وآلات العود والطرب ولكنها قليلة وأصحابها يتوارون عن الأنظار خجلاً من المجتمع!!
الجمرية: المتعارف عليه أن طعام العرس هو الوليمة ولكن تقليدا جديداً يظهر في حفلات الزواج المقامة في الساحات الشعبية جعل ما يسمى بالجمرية طعاماً متعارفاً عليه في كل حفلة زواج، بل إن من أسباب إقامة الحفلات في الساحات العامة هو الجمرية.
وتعود تسميتها بهذا الاسم إلى الجمر الذي تعد بواسطته وهي نوع من الطحين المعجون بالماء مع الملح ويتم انضاجها على الجمر كما تقدم.

في فلسطين:
الحواجز العسكرية أصبحت جزءا من عادات الأفراح

وفي فلسطين المحتلة شهدت عادات الزواج تحت ضغط الاحتلال والحصار تحولات وتغيرات كبيرة حيث انخفض المهر الذي يدفعه العريس إلى النصف تقريباً وحسب العادات الفلسطينية فان مهر العروس يكون مصير جزء منه لمحال الذهب والجزء الآخر لمحلات الملابس "للكسوة" وتعتبر كثرة الذهب الملبوس من قبل العروس من علامات التباهي إلا أن الكثير من الفتيات أصبحن يكتفين الان بشراء القليل من الذهب والملابس وادخار جزء من المهر القليل بطبيعته كمدخرات لحدوث أي طاريء واستعاضت العديد من الفتيات بعملية شراء كمية من الذهب بشراء ماتيسر منه واستعارة ما يوجد من ذهب من المقربين منها حتى تبدو بمظهر لائق في يوم عرسها ، في حين يقوم العديد من العرسان وتخفيفاً على بعضهم البعض بالقيام باستئجار بدلة العرس بدلاً من شرائها ويشير اصحاب البوتيكات التي تعمل في بيع وتأجير أجهزة العرسان ان الطلب على استئجار ثوب العروس بات مضاعفاً منذ بداية الأحداث بالمقارنة مع ماقبل الأحداث وانخفضت عملية الشراء،وذلك يعود للفرق الكبير بين أسعار شراء واستئجار ثوب العروس حيث يبلغ ثمن بعض أثواب العروس الثمانمئة دينار، في حين أن سعر استئجاره لايتجاوز المئة دينار.

حفلات الكاسيت
وتحت أصوات "الاباتشي" وهدير "الميركافا" تنازلت الافراح الفلسطينية عن اصوات الفرق الموسيقية الصاخبة وأصوات العيارات النارية التي تطلق من بنادق أهل العروسين وهما من علامات وجود فرح في المنطقة، لأن توالي سقوط الشهداء في مختلف المناطق خفف من مساحة الفرح والإفصاح عنه في قلوب المواطنين ولشعور الخوف الذي تسببه عملية اطلاق النار من الشعور بعمليات اقتحام او اعتداء على المناطق الفلسطينية واستعاض عنه الكثير من المواطنين بتشغيل المسجل بصوت لايتعدى صوته الجيران فقد كانت أعراس الحي سابقاً تقام في الشارع الرئيسي حيث يجتمع أهل الحي جميعهم والأصدقاء ولكن الآن في أي لحظة قد نتعرض للقصف ويتحول العرس إلى مأتم ومجزرة لذلك فإن المعازيم من الأهل والأصدقاء يكتفون بالتصفيق لصوت المسجل وتقديم النقوط للعريس واخذ الصور التذكارية معه.

الزفة والفاردة
لايمكن أن تسير أمور (الفاردة) التي هي عبارة عن نقل العروس من بيت أهلها إلى بيت زوجها إلا إذا كانوا في نفس الحي أو نفس المنطقة والمدينة، والعريس تعيس الحظ هو الذي يحتاج لنقل عروسه لبيته إلى المرور بأحد الحواجز العسكرية المنتشرة بين القرى والمدن الفلسطينية فقد تعرض العديد ممن مروا من الحواجز العسكرية للتنكيل المتعمد من قبل قوات الاحتلال فقد تعرض أحدهم عندما أراد نقل زوجته من قرية (برقين) في جنين إلى قرية (يعبد) إلى عملية شبح على قارعة الطريق لمدة نصف ساعة بعد أن علم أنه عريس قبل أن يسمح له بالمرور هو وزوجته فقط في حين طلب من(الفاردة) العودة.. ويضطر بعض العرسان إلى السير اكثر من ساعة ونصف بالطرق الالتفافية لنقل زوجته من المدينة إلى جلبون في حين أنها لاتبعد أكثرمن سبعة كيلو مترات وقد أضطرت إحدى الفتيات من جنين التي كان عريسها من بيتا في قضاء نابلس، إلى خلع ثوب عرسها ولبس ملابس عادية من أجل الذهاب إلى نابلس بعد العديد من عمليات الإهانة المتعمدة التي يقوم بها افراد الحاجز العسكري للبعض بعد علمهم أنه (فاردة).
وللعلم فإن الفاردة في اللهجة الفلسطينية تعني الزفة أو موكب العرس.

ساهم في نشر الموضوع..فيد الناس زي ماستفدت!



Digg Technorati del.icio.us Stumbleupon Reddit Facebook Twitter

احصل على هذه الإضافة

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
 
Train © | تعريب وتطوير H-b